مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة

 ندرة المياه 

ندرة المياه تعتبر من أكثر المخاطر التي تهدد الحياة البشرية بل والحيوانات والنباتات والكائنات الحية بشكل عام. وتعتبر حاجة الإنسان إلى المياه ضرورة ملحة فهي ترتبط ببقائه على قيد الحياة، وللأسف على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي لم يجد العلم بديلاً للمياه كمصدر لحياة الإنسان والحيوان والنبات ومختلف الكائنات الحية.

مشكلة ندرة المياه.

 ومع أزمة تناقص مخزون المياه العذبة في العالم، نجد أنفسنا أمام مشكلة بقاء البشرية أو زوالها خلال سنوات طالت أو قصرت، مما يجعل سكان العالم أمام مفترق طرق إما الوحدة لإنقاذ ما تبقى من المياه الصالحة للشرب أو التشتت ويكون المصير هو نهاية العالم.

 ندرة المياه والتحدي الكبير

ويواجه سكان الكرة الأرضية تحدي عظيم وهو عجز موارد المياه العذبة وأصبحت الموارد لا تتناسب مع الزيادة المطردة في عدد السكان، مما جعل كافة الدول تسعى في الوصول لحل المشكلة، وتوفير المياه العذبة لكل إنسان علي ظهر كوكب الأرض بما يتناسب مع احتياجاته، والحفاظ على المياه الموجودة بشتى الطرق من التلوث وما يلحق بها من اضرار.

   ومما لا شك فيه أن الحروب القادمة بين الشعوب سوف يكون أسبابها هو عجز المياه التي تستحوذ عليه دول المنبع دون دول المصب. ولقد ذكرت نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس خلال الأيام الماضية - لسنوات، حاربنا من أجل النفط، لكن وخلال وقت قصير، سنحارب من أجل الحصول على المياه. 

    ومن قبل حذر الأمين العام للأمم المتحدة السابق الدكتور بطرس بطرس غالي من أن الحروب القادمة سوف يكون سببها مشكلة نقص المياه بين دول المنبع ودول المصب. 

لمعرفة المزيد عن مشكلة المياه "اضغط هنا".

ماذا نعرف عن مشكلة ندرة المياه؟ 

من الأهمية التعرف على ما تقوم به الدولة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية  بشأن حل مشكلة نقص المياه في مصر.

 

مصر ومشكلة ندرة المياه

 إن الاطلاع على المشروعات الكبرى ومنها تبطين الترع والمصارف المائية في مصر للمساهمة في تقليل تسرب المياه العذبة واللازمة للري يضع الفرد في لب مشكلة نقص المياه العذبة التي تعاني منها مصر وكثير من دول العالم. 

ندرة المياه العذب

ندرة المياه هي عجز موارد المياه علي تلبية الطلب عليها في الشرب أو الزراعة ، ويسبب هذ العجز في حدوث مشاكل بيئة وصحية تؤدي إلي مشاكل عدة منها ضعف الموارد المائية وتشير التقارير إلي أنه ثلث سكان العالم "حوالي 2 مليار نسمة" يعيشون في ظل ظروف يعانون فيها من ندرة شديدة في المياه خلال شهر واحد على الأقل في العام. بينما يعاني نصف مليار شخص في العالم من شح حاد في المياه على مدار العام.

أسباب ندرة المياه العذبة

تتسارع الأبحاث العلمية للوصول إلي حل يساعد في التغلب على مشكلة نقص المياه العذب بشكل كبير ولكي نصل إلي حل للمشكلة يجب أن نعرف أسباب ندرة المياه في مناطق مختلفة علي كوكب الأرض  وهي:

·        الزيادة السكانية الكبيرة التي تقضي علي موارد المياه علي الأرض بشكل متسارع .
·        الحروب الكثيرة بين دول العالم والتي تتسبب عادة في تلوث مصادر المياه بسبب الأسلحة المحظورة دوليا.
·        بناء السدود في منابع الأنهار ومصادر المياه العذبة مما يجعلها غير قادرة على تلبية الطلب على المياه .
·        غياب التنسيق بين الدول المشتركة في مجري مائي واحد.
·        تغيير أسلوب استهلاك المياه بين الشعوب وعدم الحرص علي ترشيد الاستعمال الاقتصادي للماء العذب، كذلك التوسع في الزراعة واستصلاح الأراضي الصحراوية مما يزيد من استهلاك المياه عما سبق.

ومما لاشك في أن أهم أسباب ندرة المياه هو التغير المناخي وانعكاسه على تراجع المساحات المائية على مستوى الكرة الأرضية نتيجة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وتبخر المياه إلى طبقات السماء العليا وجفاف البحيرات والأنهار، ومن أهم الأسباب كذلك هو تلوث المياه العذبة مما يجعلها غير صالحة للاستخدام الأدمي.  

استخدامات المياه العذبة:

·        في الشرب والاغتسال.

·        في الزراعة والثروة الحيوانية بنسبة 70% من استخدام المياه العذبة.

·        في الصناعات المختلفة وتوليد الطاقة الكهربائية من خلال السدود.

تلوث المياه العذبة

ينتشر بين العديد من الناس سوء استخدام مصادر المياه العذبة وتلويثها وذلك بسبب العادات السلوكية الخاطئة ونذكر لك هنا بعض أسباب ندرة المياه بسبب التلوث كالتالي:

·        تلوث المياه العذبة برمي القاذورات والمخلفات في مجاري الأنهار. 

·        تلوث المياه بسبب صرف مخلفات المصانع في الترع والأنهار والمصارف المائية.  

·        الحروب واستخدام أسلحة محظورة دوليا خصوصا عندما يكون المصدر المائي مشترك بين بضعة دول.

·        استخدام الأسمدة في الزراعة مع الأفراط في استخدام المياه .

مخاطر ندرة المياه

مخاطر عديدة سوف تنتج عن نقص وندرة المياه العذبة أهمها تراجع معدلات النمو المستدام، كما يؤثر بشكل مباشر في الوقت الحالي على 40% من سكان العالم، في ظل توقعات بارتفاع هذه النسبة بين شعوب الدول التي تعاني من فقر مائي. 

الأمم المتحدة ومشكلة المياه "اضغط هنا".

    ورقمياً نجد أن هناك ما يقرب من 850 مليون شخص حول العالم ممن يعانون من الشح المائي، ينتج عن ذلك تفشي الأمراض الوبائية كالإسهال، والكوليرا، والتيفوئيد نتيجة لتلوث المياه.

ندرة المياه تزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط

قال تقرير مشترك جديد صادر عن منظمة الأغذية الزراعية للأمم المتحدة - فاو- والبنك الدولي، إن ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن تكون إما عاملاً مزعزعاً للاستقرار أو دافعاً يقرّب المجتمعات بعضها ببعض، حيث يعتمد الأمر على السياسات المتخذة للتعامل مع هذا التحدي المتنامي. 

 

حلول لمشكلة المياه في الوطن العربي

بحث العلماء للوصول إلي حلول للقضاء علي تفاقم ندرة المياه بمناطق مختلفة في العالم ، حيث تقل المياه الصالحة للشرب بشكل كبير في العالم ، وقد توصل العلماء إلي عدة حلول مثل:

 

تحلية مياه البحر

هناك عدد كبير من الدول تعاني من شح المياه العذبة وهي تعمل علي تلبية متطلبات سكانها رغم أنها تطل علي البحار والمحيطات ولكن مياهها لا تصلح للشرب والاغتسال، ولهذا لجئت هذه الدول إلي تحلية مياه البحر من خلال فلترة المياه من الاملاح والمواد الكيماوية الموجودة بها، ولعل هذه الطريقة لا تستخدم علي نطاق واسع نظرًا لأنها تحتاج إلي إمكانيات ضخمة ومبالغ كبيرة وكذلك تعتبر ملوثة للبيئة المحيطة بها.

تتم تحلية مياه البحر عن طريق عدة مراحل كالتالي:

·        المرحلة الأولي: فلترة مياه البحر من الحجارة والكائنات البحرية الدقيقة وإدخال المياه إلي مصاف تمهيدا للمرحلة الثانية.

·        المرحلة الثانية: التخلص من الأملاح وهي المشكلة الأكبر وتتم من خلال التقطير بأشكال وطرق مختلفة للوصول إلي مياه خاليه من الاملاح.

·        المرحلة الثالثة: إضافة أملاح وبعض المواد المناسبة لجعل المياه صالحة للشرب وتوازي المياه العذبة أما إذا كان المياه لأهداف أخري فلا يتم إضافة الأملاح لها.

استخدام المياه الجوفية

المياه الجوفية: هي المياه الموجودة تحت سطح الأرض في الشقوق والأخاديد، ثم تنتقل إلى جزء من طبقات الأرض لها خواص نفاذية تعمل علي تنقل المياه في جوف الأرض. وعادة ما يكون مصدر المياه لهذه الطبقات عن طريق الأمطار وهناك مصدر آخر هو ذوبان الجليد في الأقطاب الجنوبية والشمالية في كوكب الأرض.

  تأتي أهمية وقيمة المياه الجوفية في أوقات الجفاف أو عجز المياه على الأرض بشكل طبيعي نتيجة زيادة استهلاك السكان علي مصادر الماء مثل الأنهار والبحيرات، حيث يلجأ عندها البشر في البحث عن  مصادر طبيعية تمد المنطقة بحاجتها من المياه من جوف الأرض.

    وتشير الإحصائيات إلي أن عمليات سحب المياه الجوفية قد زادت ثلاث أضعاف خلال الـ50 عاما الماضية.   وقد رصدت تقرير الأمم المتحدة الدول التي سجلت أعلى معدلات سحب للمياه الجوفية وهي: الصين، الهند، والولايات المتحدة الأمريكية.

 أما عن استخدامات المياه الجوفية فتستخدم ما يقارب من67%  من إجمالي المياه المسحوبة للاستخدام الزراعي، و22 % للاستخدام المنزلي، و11 % للاستخدام الصناعي.

ترشيد استهلاك المياه 

اتجهت جميع الدول خلال الأعوام الأخيرة إلي سياسات تثقيفية للشعوب تزرع فيهم الحرص علي ترشيد استخدام المياه والحفاظ علي المناخ، ومحاولة ترشيد استخدام ما تبقي من موارد المياه المتجددة للقضاء علي الشح المائي، بهدف الوصول إلي تلبية الطلب علي المياه المستخدمة في الشرب والزراعة وغيرها.

حل مشكلة ندرة المياه في مصر

إن حل مشكلة ندرة المياه يكمن في المقام الأولى برفع معدلات الوعي بأهمية هذه المشكلة ومخاطرها على بقاء البشرية، ثم توحد قوى العالم من أجل المضي قدماً للحفاظ على مصادر المياه العذبة، وكذلك العمل على إيجاد بدائل للمياه العذبة كمشاريع تحلية مياه البحار والمحيطات، وتخزين مياه الأمطار واستخراج المياه الجوفية.

محطات تحلية مياه البحر

لقد نفذت مصر العشرات من محطات تحلية المياه في العديد من المحافظات البعيدة عن نهر النيل والواقعة على شواطئ البحر الأبيض والبحر الأحمر، وتستهدف مصر الوصول بحجم المياه الناتجة عن التحلية لـ6.4 مليون متر مكعب في اليوم بتكلفة استثمارية تصل إلى 134 مليار جنيه مصري، بعد أن كانت إنتاجية مصر منها لا تتجاوز 80 ألف متر مكعب في اليوم.

    لكن الآن وصلت الإنتاجية 850 ألف متر في اليوم، وتبلغ تكلفة المتر المكعب الواحد من المياه المحلاة على الدولة من 13 إلى 15 جنيهًا؛ لكن المياه التي مصدرها نهر النيل تكون تكلفة المتر المكعب الواحد منها 2.5 جنيه إلى 4.5 جنيه، والجوفية من 4 جنيهات إلى 6 جنيهات، وتصل للمواطن بسعر أقل من ذلك بكثير حسب وزارة الإسكان.

     ونفذت شركة الشرب والصرف الصحي، خلال الفترة من عام 2014 وحتى الآن، 256 مشروعًا لمياه الشرب، وصرف صحي المدن والمناطق الريفية، بتكلفة استثمارية 7.5 مليار جنيه، بمحافظات القاهرة – الجيزة – القليوبية – الإسكندرية موزعة كالتالي: 

      29 مشروعًا للصرف الصحي، مشروع لمياه الشرب بمحافظة القاهرة، 45 مشروعًا للصرف الصحي، 12 مشروعًا لمياه الشرب بمحافظة الجيزة، 121 مشروعًا للصرف، 28 مشروعًا لمياه الشرب بمحافظة القليوبية، 13 مشروعًا للصرف 7 مشروعات لمياه الشرب بمحافظة الإسكندرية.

معالجة مياه الصرف الصحي

تعد محطة معالجة مياه بحر البقر في بورسعيد، أكبر محطة لمعالجة المياه في العالم، تم تسجيلها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بتكلفة 20 مليار جنيه إسترليني، تنتج 5.6 مليون متر مكعب من المياه المعالجة الثلاثية يوميًا، وتساهم في استصلاح 400 ألف فدان بالمشروع القومي لتنمية سيناء وتحسين نظام الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة.

الخاتمة

يجب على العالم أن يستوعب مدى خطورة مشكلة ندرة المياه والنظر بعين العقل والحكمة إلى الدول التي تعاني من الشح المائي أو من تلوث المياه كالدول الأفريقية، كما يتوجب علينا كأفراد أن نحافظ على مصادر المياه العذبة والتي تتمثل في مياه النيل الذي يعتبر هبة الله لنا وعدم تلويثه أو الإسراف في استخدامه مياهه. 

المصادر

      شبكة الانترنت