الطفل العنيد
العناد هو سمة شائعة
عند الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. فقد يرفضون
التعاون أو اتباع التعليمات أو الاستماع إلى العقل. وقد يصابون أيضًا بنوبات
غضب أو يتجادلون أو يتصرفون بتحدٍ معك.
 |
كيفية التعامل مع الطفل العنيد. |
في حين أن هذا قد يكون محبطًا ومرهقًا للآباء، فمن المهم أن نفهم أن العناد
ليس أمرًا سيئًا دائمًا. غالبًا ما يكون الأطفال العنيدون مستقلين ومبدعين
ولهم قدرات هائلة. كذلك، لديهم آرائهم وتفضيلاتهم الخاصة، ولا يتأثرون بسهولة
بالآخرين. وقد يكون لديهم أيضًا إمكانات قيادية قوية وشعورًا بالثقة وقيمة الذات.
ومع ذلك، يمكن أن يسبب
العناد أيضًا مشاكل إذا كان يتعارض مع تعليم الطفل أو تنشئته الاجتماعية أو
سلامته. ويمكن أن يؤثر أيضًا على العلاقة بينه وبين الوالدين مما يخلق
صراعًا وتوترًا في الأسرة. لذلك لا بد من إيجاد طرق فعالة للتعامل مع طفلك العنيد
ومساعدته على تنمية سلوكياته ومهاراته الإيجابية.
دعونا هنا نتشارك بعض النصائح
التي قد تساعدك في التعامل مع طفلك العنيد.
استراتيجيات التعامل مع طفلك العنيد
1. تواصل مع طفلك.
أحد الأسباب التي تجعل الأطفال يتصرفون بعناد هو رغبتهم في أن يتم الاستماع
إليهم والاعتراف بوجودهم. قد يشعرون أن احتياجاتهم أو مشاعرهم أو آرائهم يتم
تجاهلها أو رفضها من قبل الكبار من حولهم.
لذلك، من المهم التواصل
مع طفلك وإظهار أنك تحترم وتقدر مدخلاته. استمع إلى ما سيقوله، واطرح عليه بعض
الأسئلة وناقشه فيها، وحاول فهم وجهة نظره. عليك احترام مشاعره والتحقق من صحتها.
تجنب انتقاده أو إلقاء اللوم عليه خاصة أمام أخرين أو إلقاء المحاضرات والتعليمات عليه.
بدلًا من ذلك، استخدم
نبرة هادئة ومحترمة واشرح له أسبابك وتوقعاتك بشكل واضح ومنطقي. امنحه
الاختيارات وقدم له الخيارات كلما أمكن ذلك، وأشركه في اتخاذ القرار وحل معه المشكلات.
بهذه الطريقة يمكنك تعزيز علاقة إيجابية وتعاونية مع طفلك وتقليل مقاومته
وتحديه.
2. توفير الانضباط
المنسق والعادل. سبب آخر قد يجعل طفلك عنيد هو أنه يختبر حدودك وحدوده. ربما
يريد أن يرى إلى أي مدى يمكنه الذهاب وما هي العواقب. لذلك، من المهم توفير
الانضباط المنسق والعادل لطفلك وتعليمه الفرق بين السلوك المقبول وغير
المقبول.
ضع قواعد روتينية
واضحة وبسيطة للطفل واشرح الأسباب الكامنة وراءها. على سبيل المثال، يمكنك أن
تقول: "أنت بحاجة لتنظيف أسنانك كل ليلة لأن ذلك يحافظ على صحة أسنانك ويمنع
تسوسها".
اشرح أيضًا النتائج
والعواقب المحتملة لاتباع القواعد أو انتهاكها. على سبيل المثال، يمكنك أن
تقول: "إذا قمت بتنظيف أسنانك، فستحصل على ابتسامة جميلة وستقوم بفحص جيد عند
طبيب الأسنان، سوف يحترمك. وإذا لم تقم بتنظيف أسنانك، فسوف تعاني من رائحة الفم
الكريهة وألم في الأسنان، وسوف يتجنبك".
التأكيد له على أن
العواقب منطقية وواقعية ومرتبطة بالسلوك. على سبيل المثال، النتيجة
المنطقية لعدم تنظيف الأسنان هي عدم السماح بتناول الحلوى أو الحلويات.
تجنب استخدام الطرق القاسية
أو التعسفية أو غير ذات الصلة، مثل الضرب أو الصراخ أو أخذ لعبته المفضلة. كن
حازمًا ومتسقًا في تطبيق القواعد والعواقب، واتبع كلماتك. ولا تستسلم لنوبات غضب
طفلك أو أنينه أو توسله. لن يؤدي ذلك إلا إلى تعزيز سلوكه العنيد وجعله يعتقد أنه
يمكنه الإفلات من أي شيء.
3. الثناء على
الطفل ومكافأته. السبب الثالث وراء عناد الطفل هو رغبته في الحصول على
الاهتمام وجذب انتباه الكبار. إن بعضهم قد يعتقد أن الطريقة الوحيدة لجذب
الانتباه هي أن يكون سلبيًا أو متحديًا. لذلك من المهم مدح طفلك ومكافأته على
سلوكه الإيجابي وإنجازاته. وإظهار الإعجاب والفرح وتقدير جهوده وتقدمه وإنجازاته
الجيدة.
على سبيل المثال،
يمكنك أن تقول لطفلك: "لقد قمت بعمل رائع في تنظيف غرفتك. أنا فخور جدًا بك
الليلة". أو "لقد كنت مهذبًا ومستمعاً جيدًا في المتجر، شكرًا لك على
كونك يمكن الاعتماد عليه".
امنحه تحيات وتعليقات
محددة وصادقة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "لديك خيال إبداعي للغاية،
انتبه أني أحب رسمك." أو "أنت ذكي جدًا وموهوب. وناقشه في
إبداعاته".
تجنب استخدام الثناء
الغامض أو العام، مثل "عمل جيد". أو "أنت رائع". وتجنب
أيضًا استخدام الثناء المفرط أو المبالغ فيه، مثل "أنت الأفضل". أو
"أنت الأحسن والمثل الأعلى". وهذا قد يجعل الطفل يشعر بالضغط أو بعدم
الواقعية.
بالإضافة إلى الثناء
اللفظي، يمكنك أيضًا مكافأة الطفل بمكافآت جيدة عملية، مثل الملصقات أو الألعاب أو
الكتب أو العناق أو القبلات أو وقت لعب إضافي. ومع ذلك، لا تستخدم المكافآت كرشاوى
أو تهديدات، مثل "إذا فعلت هذا سأعطيك ذاك". أو "إذا لم تفعل هذا،
فسوف آخذ ذلك منك".
وهذا قد يجعل الطفل
يعتمد على المحفزات ويتلاعب بها. بدلًا من ذلك، استخدم المكافآت والهدايا كحوافز
ومشجعات، مثل "لقد فعلت هذا، حتى تتمكن من الحصول على ذلك". أو "لم
تكن تتوقع هذا، ولكن لدي شيء لك". بهذه الطريقة، يمكنك تشجيع الطفل على
التصرف بشكل جيد وتعزيز احترامه لذاته وثقته.
4. امنح الطفل
المساحة والوقت. السبب الرابع وراء عناد الأطفال هو أنهم لديهم احساس بالإرهاق أو التوتر بسبب بعض المواقف. قد يشعرون أنه ليس لديهم سيطرة أو
استقلالية على حياتهم. وقد يشعرون أيضًا بالتعب أو الجوع أو الملل أو المرض.
لذلك، من المهم إعطاء
الطفل المساحة والوقت للهدوء والاسترخاء. لا تجبر الطفل على القيام بشيء ليس
مستعدًا أو راغبًا في القيام به. بدلًا من ذلك، أعطه بعض الخيارات والبدائل، ودعه
يختار ما يريد القيام به.
على سبيل المثال،
يمكنك أن تقول: "يمكنك الاستحمام الآن أو بعد العشاء. أيهما تفضل؟" أو
"يمكنك اللعب بهذه اللعبة أو تلك. أيهما تفضل أكثر؟" امنحه أيضًا بعض
المرونة والحرية للقيام بالأشياء على طريقته، طالما أنها آمنة ومناسبة.
على سبيل المثال،
يمكنك أن تقول: "يمكنك ارتداء ما تريد، طالما أنه نظيف ومريح". أو
"يمكنك ترتيب كتبك كما تريد، طالما أنها مرتبة ومنظمة." علاوة على ذلك،
امنحه بعض الوقت والمساحة للتهدئة والاسترخاء.
لا تضغط عليه أو تستعجله
لفعل شيء ليس في مزاجه أو غير مناسب له. بدلًا من ذلك، اسمح له بأخذ قسط من الراحة
والقيام بشيء يستمتع به أو يجده مهدئًا.
على سبيل المثال،
يمكنك أن تقول: "يبدو أنك منزعج ومحبط. لماذا لا تأخذ قيلولة أو تستمع إلى
بعض الموسيقى؟" أو "يبدو أنك تشعر بالملل والقلق. لماذا لا تخرج وتلعب
مع أصدقائك؟" بهذه الطريقة يمكنك مساعدة الطفل على التعامل مع عواطفه
واحتياجاته، والتقليل من قلقه وغضبه.
5. كن قدوة للطفل. السبب
الخامس الذي يجعل الأطفال عنيدين هو أنهم يتأثرون بسلوك ومواقف البالغين من حولهم.
وقد يقلدون أو يتفاعلون مع ما يرونه ويسمعونه من آبائهم أو معلميهم أو أقرانهم.
لذلك، من المهم أن تكون قدوة للطفل وأن تبين له كيفية التصرف والتواصل
بطريقة إيجابية ومحترمة.
كذلك إظهار وممارسة
السلوك والمهارات التي تريد أن يتعلمها الطفل ويتبناها. على سبيل المثال، إذا كنت
تريد أن يكون الطفل مهذبًا ومؤدباً، فيجب أن تقول له وللآخرين "من فضلك"
و"شكرًا". إذا أردت أن يكون الطفل متعاوناً ومرناً، عليك بالتنازل
والتفاوض معه ومع الآخرين.
إذا كنت تريد أن يكون
طفلك هادئًا وصبورًا، فكن قدوةً، ويجب عليك التحكم في عواطفك ودوافعك
وإدارتها بلطف. تجنب أن تكون أنت عنيدًا أو غير مبتسم أو عدوانيًا أمامه. لا تعارض
الطفل أو تقاطعه أو تتجاهله. لا تصرخ أو تسب أو تضرب الطفل.
لا تكذب أو تغش أو
تكسر القواعد بنفسك. اعتذر واعترف بأخطائك عندما ترتكبها. وكذلك إجعل الطفل يتعريض
ويتعايش مع المؤثرات والبيئات الإيجابية والصحية. أحطه بأشخاص داعمين ومهتمين
يمكنهم إرشاده وتوجيهه.
إن تزويده بالأنشطة
والتجارب المحفزة والمثرية التي يمكن أن تشجعه وتلهمه، لها عظيم الأثر في تكوينه. وبهذه
الطريقة يمكنك أن تكون قدوة حسنة للطفل وتساعده على تنمية عاداته والقيم
الإيجابية والبناءة.
الخلاصة
العناد شيء يمكنك
القضاء عليه بالحب والتعاطف واللطف. يجب على كل والد أن يدرك أن كل طفل عنيد، ولكن
ذلك يعتمد على كيفية تعاملنا معه.
ابقَ هادئًا، وتعامل
مع طفلك كما تتعامل مع نفسك، وافهم مشاعره، واكتشف ما يريده حقًا. سيجعله ذلك
يشعربالسعادة، وسيحبونك إلى الأبد بسبب ذلك.
المصادر
الانترنت.