مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة

الإمام الشافعي

أحد أبرز علماء المسلمين وأكثرهم علماً، وهو لنا قدوة على مر التاريخ. هنا سوف نحاول أن نقدم بعض السطور عن سيرته العطرة عسى أن يحتذي بها الجميع. ولابد أن نذكر أنه حاول أن يسجل لنا علمه بخط يده أو بيد تلاميذه الكرام كي نستفيد به في يومنا هذا.

الآن نحاول أن نذكره ونراجع سيرته ونقدم نبذة عن علمه على شبكة الانترنت عبر العالم بكل يسر ودون عناء.

الإمام الشافعي.

الإمام الشافعي - نسبه

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي الشافعي. وُلد الإمام الشافعي في غزة عام 150 هـ، ومات أبوه في طفولته فعاش يتيماً.

انتقلت أسرته إلى مكة وهو ابن عامين، فتعلّم الرماية منذ طفولته حتى أنه فاق أقرانه، وتعلّم ايضاً اللغة العربية والشرع وبرع فيهما وحفظ القرآن الكريم وعمره 7 سنين، ثم حفظ الموطأ وهو ابن 10 سبين، ثم زاد علمه وتقدم، ودرس الفقه وأحبّه، إلى أن ساد أهل زمانه فيه. ثم أذن له بالفتيا وهو دون العشرين.

أما نسبه لأمه ففيه قولان نذكر الأرجح حسب العلماء. فأمه من الأزد فاطمة بنت عبد الله الأزدية.

لمعرفة المزيد عن حياة الإمام الشافعي "اضغط هنا".

الإمام الشافعي - حياته

هو ثالث الأئمة الأربعة، صاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، هو أيضاً إمام في علم التفسير والحديث.

اشتغل بالقضاء، فكان ذكياً عادلاً مضيفاً إلى علوم الدين، نظم الشعر وألقاه فصيحاً، حب الترحال والسفر. أثنى عليه علماء عصره وأحبوه، قال عنه الإمام أحمد بن حنبل "كان الشافعي كالشمس إلى الأرض، والعافية إلى الناس".

هاجر الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك. ثم ذهب إلى اليمن واشتغل بها، ثم أراد زيادة علمه فذهب لمقابلة أبن الحسن الشيباني بالعراق ودرس المذهب الحنفي. وبذلك جمع بين فقه الحجاز وفقه العراق فرجع إلى مكة ومكث فيها 9 سنوات يلقي الدرس بالحرم المكي.

في عام 195 هـ، رجع إلى العراق مرة أخرى وقام بتأليف كتاب الرسالة في أسس علم الفقه. عاد إلى مصر عام 199 هـ، وأعاد تصنيف كتاب الرسالة الذي ألفه بالعراق، ويبرر معطياته، ويرد على تساؤلات من يجادله فيه، وأقبل عليه طلابه، حتى توفى بمصر عام 204 هـ.

الإمام الشافعي – في بادية هذيل

أراد الشافعي تحسين لسانه اللغوي فقصد البادية وتحديدا عند أفصح قبائل البادية أهل هذيل. قال الشافعي عن ذلك "إني خرجت عن مكة، فلازمة هذيل بالبادية، أتعلم كلامها، وأخذ طبعها، وكانت أفصح العرب، أرحل برحيلهم، وأنزل بنزولهم، فلما رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار، وأذكر الآدب والأخبار".

تمكن الشافعي بذلك من اللغة، وحفظ كثيراً من أشعار الهذليين وصححه. وأكد ذلك الأصمعي ذي المكانة العالية عند العرب في اللغة، فقال "صححت أشعار هذيل على يد فتى من قريش يقال له محمد بن إدريس".

الإمام الشافعي ومقاصد العلم

مع بلوغ سن الرشد ارتحل الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة وهو في العشرين من عمره، وقد عرفه الناس وذاع صيت علمه فكان حينها مُفتياً مُؤهلاً للإمامة. فلقد حفظ موطأ الإمام مالك، وضبط قواعد السنة، وفهم مقاصدها وعلم الناسخ والمنسوخ منها، وقد ضبط قواعد القياس والموازين.

فقد تلقّى العلم على يد شيوخ كثر متفرقين في بلاد مختلفة، من مصر، والعراق، والحجاز، واليمن، ومن البادية بالجزيرة العربية. وقد أخذ عنهم الكثير في أثناء ترحاله، ومن شيوخه: مالك بن أنس، سعيد بن سالم القداح، إبراهيم بن مسعد الأنصاري، سفيان بن عيينة، مسلم بن خالد الزنجي، داود بن عبد الرحمن العطار، وغيرهم الكثير.

زاد ترحاله في طلب العلم، فذهب إلى اليمن وبغداد مرتين وأسّس مذهبه، وألف كتاب الرسالة، وارتحل إلى مصر وبقي فيها عدة سنوات وأعاد تصنيف كتاب الرسالة مرة أخرى بها، ثم توفيّ فيها.

وصنّف كثير من التصانيف، ودوّن العلم، وكتب مصنفات في أصول الفقه وفروعه، وقد ذاع صيته في ذلك الوقت وكثر عدد طلابه. ومن تلاميذه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد العباسي، وأبو بكر الحميدي، وأبو الوليد موسى بن أبي الجارود، وأبو بكر محمد بن إدريس، والحسن الصباح الزعفراني.

أخلاق وصفات الإمام الشافعي

عرف عن الشافعي مكارم الأخلاق فهو ذا علم وحكمة، صافي الذهن، سريع الفهم، متواضع حسن المعاملة، ورع بشوش الطلعة، شهد له الكثيرون بكرم زاده وسخائه. وكان الإمام الشافعي فقيه يتصف بالذكاء الشديد، فطن شديد الفراسة.

وقال أصحابه عنه: "لو وُزن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم"، فكان الشافعي من أفقه الناس في كتاب الله والسنة النبوية، وحدث المأمون عنه قال: "امتحنته في كل شيء فوجدته كاملاً".

ذكر عنه أحمد بن حنبل قال: "كان الفقه قفلا على أهله، حتى فتحه الله بالشافعي"، فلقد كان الشافعي فيلسوفاً في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني والفقه. كان يختم القرآن في رمضان ستين مرة في الصلاة.

لمعرفة سيرة الامام الشافعي "اضغط هنا".

الإمام الشافعي - كتبه ومؤلفاته

أسس الإمام الشافعي مذهباً خاصاً به عرف بالمذهب الشافعي، جمع فيه فقه أهل العراق مع فقه أهل المدينة، ودوّنه في ثلاثة بلدان على ثلاث مراحل حسب مكان تواجده، وعرف به تلاميذه الذين تلقّوا العلم على يديه، وهذه البلدان على الترتيب هي: مكة المكرمة بعد أن عاد إليها، ثم بغداد بعد أن سافر إليها للمرة الثانية، ثم مصر في مرحلته الأخيرة قبل وفاته .

وهنا لابد أن لذكر أن الإمام الشافعي عندما ذهب إلى مصر كان قد نضج فكره وزادت خبرته واختبر العمل بمذهبه، ودعا أصحابه وتلاميذه لشرحه وتفسيره ومراجعته، أدى هذا إلى ظهور آراء جديدة لديه وترك بعض الآراء القديمة.

لقد ألّف الإمام الشافعي -رحمه الله- العديد من الكتب والمصنّفات، كما أنه أوّل من دوّن علم أصول الفقه ومن هذه الكتب: كتاب الرسالة، وهو أول كتاب في علم أصول الفقه. كتاب جماع العلم. كتاب إبطال الاستحسان. كتاب أحكام القرآن.

بالإضافة إلى غيرها الكثير من الكتب القيمة التي تزخر بها المكتبة العربية والاسلامية.

المذهب الشافعي

ترك لنا الإمام الشافعي مذهبه، فأصبح منارة علم يهتدي بها الناس حتى يومنا هذا. وتميّز المذهب الشافعي بعددٍ كبير من المميّزات، أهمّها:

الإكثار من الاستدلال بالحديث والسنة النبويةّ الشريفة، والإكثار من القياس.
التأثر بمدرسة الحجاز ومدرسة العراق، كون الإمام الشافعي جمع ما تعلمه حيث تتلمذ على يد الإمام مالك، وصاحب المذهب الحنفيّ الإمام محمد بن الحسن.
تفحص العلم قبل النيل منه، فأخذ بطريقة أهل العراق والتأثر ببعضه، فقد كان يرى أن لا يأخذ طريقتهم كاملة ولا يدعها كاملة، فأخذ منها ما رآه حسناً، وأضاف ما تعله من علماء المدينة.
كان للحديث والسنة مقام فأكثر من الأخذ منها أكثر مما سبقه من المذاهب، وأخذ من القياس ووضع له القواعد وجعل له الأصول، ممّا جعل بعضاً من الحنفيّة يعدلون عن مذهبهم إلى مذهبه.

الخاتمة

أسس الإمام الشافعي مذهباً خاصاً به هو المذهب الشافعي، ويعتبر من أهم المذاهب في الفقه الإسلامي الذي يتعلم منها الكثير حتى يومنا هذا.

المصادر

الانترنت.