هل لديك حلم؟ "ماذا يُعلّمني ناس الشارع عن الأمل"
![]() |
هل لديك حلم "صورة من ج ب ت ، كانفا |
الجزء الأول: سؤالٌ من العدم
في صباح يوم أربعاء، غادرت شقتي ليس لقضاء بعض المهمات أو لمقابلة أحد، بل ببساطة لأتمشى في شوارع المدينة. لكن همس شيءٌ ما في داخلي: "ماذا لو سألتُ أحدهم المارة سؤالًا؟" سؤالٌ بسيط - حميميٌّ لدرجة أنه يكاد يتسلل من بين شغف اللحظة:
"هل لديك حلم؟"
حقاً، إنه ليس بندًا في قائمة أمنياتك. ليس هدفًا مهنيًا يُضاف إلى
سيرتك الذاتية. حلمٌ - من النوع الذي تهمس به لنفسك عندما لا يستمع إليك أحد.
إنه قرارٌ عفوي وليد اللحظة. فأنا لا أحمل معي حافظةً للتدوين، ولا شارة استطلاع. إنه مجرد فضول - وأملٌ هادئٌ لدي بأن يُجيبني أحد.
الجزء الثاني: لماذا هذا السؤال؟
الحقيقة هي أننا نعيش في زمنٍ غارق في الملهيات. تصفحٌ
لا ينتهي. مواعيد نهائية. ضوضاء. حشود. نحن أكثر تواصلًا من أي وقت مضى، لكننا
غالبًا ما نكون منفصلين عن أنفسنا.
متى كانت آخر مرة أخبرت فيها أحد بحلمك؟
معظم الناس لا يُسألون هذا السؤال أبدًا. لذلك سألته أنا.
الجزء الثالث: المحاولات القليلة الأولى
"هل لديك حلم؟"
أخذ يرمش، ويقضم فطيرته، ويضحك بتعبيرٍ مُحير.
"واو. همم... سؤال جيد. إنه سؤالٌ عميق،" قال.
"لا أعرف. ربما... لطالما رغبتُ في أن أصبح رجل إطفاء. لكن الحياة أخذتني إلى
مكان آخر."
تبادلنا أطراف الحديث لخمس دقائق تقريبًا حيث كان ذاهباً إلى عمله. فهو يعمل الآن في
مجال لوجستيات الميناء. وهو بارع في ذلك، لكن الحلم لا يزال يُنير شيئًا أعمق. وبينما
أبتعدت قليلاً، صرخ قائلًا: "شكرًا لسؤالك. لم أفكر في ذلك منذ مدة."
وهكذا كانت البداية.
الجزء الرابع: إجابات غير متوقعة
عازف الموسيقى
وجدت على الناصية عازف موسيقى ذو شعر اشعس ابيض. سألته؛ أخذ يضحك بصوت عال وابتسامة قائلًا: "أنا؟ أحلم بعزف موسيقى الجاز في نيو أورلينز. في شارع بوربون مباشرةً مع اصدقاء لي تمنيت أن اتعمتع معهم يوماً ما. لم أرى هذا الشارع قط، لكنني أراه عندما أغمض عيني. الصوت، الروح، الرصيف - أحلم أن أصل إلى هناك يومًا ما."
يبتسم، وعيناه تلمعان، كمن يشعر بالفعل بإيقاع مستقبله.
الفتاة المراهقة في محطة الاتوبيس
تجولت في محطة الاتوبيس وجدت فتاة شابة سألتها "هل لديك حلم"، أصغت لسؤالي، ثم ابتسمت وقالت: "أريد أن أؤسس ملجأً
للفتيات مثلي. كنتُ أنا وأمي نقيم فيه سابقًا. أريد أن أرد الجميل."
تحدثت بثحفظ - كمن تريد أن تنجو مما يقرأ عنه معظم الناس. حلمها
ليس براقًا، لكنه يخبرك بعزيمة شامخة.
سائق أوبر، وهو أيضًا مُعلّم
على يمين الطريق كان هناك تاكسي تابع لشركة أوبر - سألت السائق "هل لديك حلم" قال: أنا معلم علم نفس وأحلم بكتابة كتاب - عن التعليم. عن كيف نخذل الأطفال بعدم الاستماع إليهم."
إنه يقود سيارته لإعالة أسرته، ولكن عندما ينام أطفاله، يكتب
في دفتر ملاحظات بجانب سريره. حيث تنهمر الكلمات، لكن، كانت دائماً محصورة بين الإرهاق والعزيمة.
الجزء الخامس: ما تعلمته من هذه القصص
بنهاية اليوم، تحدثت إلى 23 شخصًا. 19 قالوا نعم - إنهم يحلمون. لكن توقف أربعة وقالوا إنهم غير متأكدين. وقالت إحدى النساء بهدوء، وهي تدير ظهرها: "أنا أحلم." لكن ........ همس.
إليك:
• الأحلام لا تتعلق بالمال أو الشهرة. الكثير يقول
عبارات مثل "أريد أن أشعر بالفخر"، أو "أريد مساعدة أحد"،
أو "أريد أن أعيش بلا خوف".
• الأحلام لا تموت، بل تختبئ. المرأة التي تقول
"أحلم" لا تعني أن حلمها اختفي. إنها تنتظر فقط، الحين مدفونًا تحت متطلبات
الحياة.
• يريد الناس إذنًا للتعبير عن أحلامهم. هذا هو
الاكتشاف الكبير الذي حققته. معظم الناس يبتسمون، ويرتاحون، وينفتحون - لأنهم وجدوا أحد ببساطة يهتم بهم.
الجزء السادس: طرح هذا السؤال يغيرك أيضًا
إنه سؤال صعب. ويجب أن يكون كذلك.
لأن الأحلام لا تُصقل دائمًا. بعضها يبدو فوضويًا. بعضها
يبدأ للتو. بعضها مدفون منذ سنوات، ينتظر بزوغ النور.
الجزء السابع: التأمل - ما هو حلمك؟
إذا استطاع غريبٌ أن يقول: "أريد أن أعيش في غابة
وأرسم"، أو "أريد إنقاذ كلاب السلوقي"، أو "أريد نشر
قصائدي"، فربما يمكنك أنت أيضًا أن تُعبّر عن حلمك.
الخلاصة: سؤال واحد، إجابات لا تُحصى
والأحلام؟ إنها لغة الأمل.
اسأل أحدهم سؤالًا.