القائمة الرئيسية

الصفحات

لحظة...أمتنعك عن ضرب طفلك أو توبيخه

هل ضرب أو توبيخ طفلك مجدي؟

يميل الطفل إلى أن يكون مؤذي خاصة في مراحل نموه المبكرة. وفي أغلب الأحيان، بدلاً من تهتم أنت وتحاول أن تجعله يفهم أن هذا خطأ، يميل الآباء إلى توبيخ أطفالهم أو ضربهم لتأديبهم. ولكن هل تعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لغرس الانضباط في أطفالك وأن هذا مجدي؟

 

لا تضرب طفلك.
أمتنعك عن ضرب طفلك 

اعلم أن ضرب طفلك ليس بالوسيلة الجيدة الفعالة لتقويم سلوكه وتهذيبه. لكن وغالباً، يؤدي ذلك إلى خلق آثار سلبية معاكسة على حالته النفسية والاجتماعية والعاطفية تؤثر بالانحراف على مراحل نموه.

كذلك تؤكد الدراسات أن ضرب الطفل يخلق حاجزاً بينك وبينه، مما يجعله يشعر بالخوف والضعف والكراهية ويجتنب التواجد معك، ويحبذ البعد والوحدة. أيضاً، إن ضرب الطفل يعزز من مسار العدوانية والعنف لديه وينمي روح العصيان وإعتقاده أن العنف هو الحل.

 إن من المهم تحديد اسبابك التي دفعتك إلى ضرب طفلك. فكر في تلك الأسباب وتعامل معها بطرق إيجابية. كثيراً نمر نحن الأباء والأمهات بلحظات من الضغوط والمشاكل في حياتنا لأسباب عدة، وقد يكون التعب والإحباط أو الغضب من سلوك الطفل أسباب تؤدي إلى هذه الكارثة.

هنا يجب تعلم كيفية التحكم في مشاعرنا رغم تلك الظروف، ونبحث عن وسائل البعد عن التوتر والعمل على تغيير موضعنا والاسترخاء وأخذ نفس عميق والتحدث إلى أحد المقربين، والإيمان بأن طفلك ليس مسئولاً عن كل ذلك وأنه في حاجة إليك وإلى حبك وتفهمك.

 إن التواصل مع طفلك يعزز الثقة بينكما. فلابد من إيجاد طرق متنوعة من التواصل معه، وتعليمه الشعور بالمسئولية والانضباط والاستماع إلى الرأي والرأي الأخر. وأن إتباع الأسلوب المهذب يقربه من الأخرين ويعزز ثقته في نفسه. 

ومن هنا يجب تجنب ضرب الأطفال أو توبيخهم قدر الإمكان، لأن ذلك قد يؤذيهم عاطفيًا ويترك انطباعًا سلبيًا في عقولهم الصغيرة قد يستمر مدى الحياة.

 

فيما يلي خمسة أسباب تجعلك تمتنع عن ضرب أو توبيخ أطفالك.

 

1. سوف يقلدون أفعالك

يقلد الأطفال والديهم؛ إنهم يلاحظون كل فعل وكلمة من حولهم ويدمجونها في عقولهم الصغيرة المتطورة باستمرار. فإذا قمت بتوبيخ طفلك وقمت بالضغط على أذىيه، فمن المؤكد أنه سيفعل الشيء نفسه مع الآخرين.

وقد يبدأ بضرب أصدقائه أو قول أشياء سلبية للآخرين عندما يرتكب الأخطاء لأنه مر بتجربة مماثلة معك. في رأيه، هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الآخرين لأنك أنت فعلت ذلك معه.

كما أن بعضهم قد يضرب طفله أو يوبخه عندما يكبر ويعول أطفال أيضاً ويبدأ مرحلتة في التربية مثلك، فهذا هو أسلوب التأديب الذي جربوه معك في طفولتهم. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب بشكل متكرر في طفولتهم هم أكثر عرضة لاستخدام العدوان للتعامل مع الصراعات في مرحلة البلوغ.

 

2. قد يؤثر التوبيخ سلبًا على النمو العاطفي

عادة، يمكن أن يؤثر التوبيخ والشتائم على النمو العقلي لطفلك، مما يضر به نفسيًا. فإذا كنت شخصًا يهدد بتركهم إذا لم يستمعوا إليك أو ترفض التحدث إليهم لأنهم لا يتصرفون بشكل جيد، فيحتم عليك إعادة تقييم طريقتك هذه في التأديب.

وإعلم أن نتيجة التأديب السلبي هذا، قد يشعر أطفالك بالخوف المستمر من الهجر، مما يتركهم في ندوب عقلية يمكن أن تستمر مدى الحياة.

 

3. الضرب يميل إلى تحطيم ثقتهم

يميل الأطفال إلى تصديق كل ما يقوله آباؤهم لهم تقريبًا. إن حب الوالدين هو ما يساعدهم على تطوير صورتهم الذاتية وثقتهم بأنفسهم. فإذا قال الآباء أن أطفالهم هم الأفضل، فسيصدقون ذلك.

ومع ذلك، عندما يوبخ الوالدين طفلهم "الأفضل" أو يضربونه ، فإن ذلك يولد لديه حيرة من أمره ويبدأ في الاعتقاد بأنه قد لا يكون جيد بما فيه الكفاية. وهذا يؤثر سلباً على ثقته بنفسه، مما يؤدي به إلى التقليل من قيمة وجوده.

 

لتعزيز الثقة بالنفس "اقرأ المزيد".

 

4. الضرب أو التوبيخ لا يؤدب الأطفال

خلافًا للاعتقاد السائد، إذا ضربت طفلاً أو وبخته، فلن يكون أكثر انضباطًا. ومع ذلك، في هذه الصدد، ستفقدين بالتأكيد شيئًا ثمينًا، وهو رابطك مع طفلك الصغير. الضرب أو التوبيخ قد يجعلهم يستمعون إليك في المرات الأولى، لكن ماذا بعد ذلك؟

وتدريجيًا، لن يتأثروا بهذه الأمور بعد الآن. سوف ينأون بأنفسهم عنك ببطء، ويتوقفون عن احترامك وقد يطورون سلوكًا عدوانيًا بشكل عام. باختصار، توبيخ الأطفال أو ضربهم يضرهم أكثر مما ينفعهم على المدى الطويل.

 

5. قد يؤدي التوبيخ والضرب إلى تعزيز مشاكل الغضب

غالبًا ما يعتقد الأطفال أنهم يعاقبون دون أي سبب على الإطلاق حتى مع بعض سلوكهم الغير محبب. وحتى أنهم قد يشعرون بالإهانة عندما توبخهم أو تضربهم. وهذا الشعور بالإهانة سوف يغذي غضبهم، والذي يتحول في النهاية إلى التمرد. سوف يتوقفون تدريجيًا عن الارتباط بك، ويحافظون على مسافة بعيدة عنك لتجنب الصراعات تمامًا.

 

ومن ثم يمكنك استخدام بعض الطرق المحببة مثل:

 

كن أنت النموذج الحسن لطفلك، وتصرف بحكمة، وأدب معه ومع الأخرين، وعدم استخدام العنف أو السب أو السخرية أو الإهانة أو التهديد والوعيد أمامه.

تشجيع طفلك على ممارسة السلوك الإيجابي الهادئ مع الأخر، والإشادة به وإبراز مهاراته وقدراته، وإظهار الثناء والود والقبلات وبعض المكافآت.

 الحوار الصريح الهادئ الجذاب مع طفلك هو مفتاح الثقة بينك وبينه والأخرين، مع شرح الفرق بين السلوك الجيد والسيئ، والاستماع إليه ومعرفة رأيه ومشاعره أثناء حديثك والتفاهم في الرأي بينكم.

وضع قواعد واضحة لسلوك جيد لطفلك، مع التأكد من فهمه لها وإلتزامه بها وتحديد منهج لعقوبات ملائمة ومناسبة حال مخالفة تلك القواعد.

 

الخاتمة

إن الغضب بسبب سوء سلوك أطفالك أمر طبيعي تمامًا، ولكن قبل أن تضرب طفلك أو توبخه، خذ نفسًا عميقًا قليلًا وإهدأ وتحدث معه لفهم السبب وراء تصرفاتهم. حاول أن تشرح لهم سبب كون مسار ما فعلوا خاطئًا وكيف يمكن أن يؤثر سلبًا عليهم وعلى جميع من حولهم.

بهذه الطريقة سوف تتجنب خلق ذاكرة سيئة، وتضمن أن طريقة التأديب التي تتبعها لا تعيق نموهم العاطفي.

 

المصادر

     الإنترنت، عن بارول سينغ ، "اضغط هنا".

author-img
مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة تقدم نبذة عن موضوعات ثقافية، علمية، تقنية، تاريخية، وما يتعلق بالأسرة والطفل من المشكلات الحياتية وما ساهمت به التكنولوجيا الحديثة وما يمكننا الكسب منها.
التنقل السريع