التوحد والطفل
التوحد هو اضطراب عصبي
يؤثر على تواصل الطفل وسلوكه. وغالباً، ما تظهر أعراضه على الطفل قبل عامه
الثالث. وأحياناً، يجهل الوالدين صغار السن وجوده لدى الطفل، خاصةً مع الضغوط
الحياتية المستمرة. وقد تدوم الحالة ولا يتيقن الوالدين منها إلا عند وصول الطفل
سن البلوغ.
![]() |
مظاهر التوحد. |
إن الطفل الذي يعاني التوحد لديه صعوبة في النمو العصبي الذي يؤثر على عملية التفاعل مع الأخرين بصفة عامة وطرق التواصل اللفظي وغير اللفظي.
وأيضاً،
تعرف هذه الحالة بـ"اضطراب طيف التوحد" وهي تشمل مستويات عدة من
الحدة. إن المعرفة المبكرة والتشخيص الجيد
مع العلاج المنظم يحدث غالباً تعيرات إيجابية ملحوظة في مسيرة الأطفال الذين يظهر
عليهم هذا الاضطراب العصبي.
أنواع التوحد
لقد
عرف وصف طيف التوحد في الماضي، لكن الأن يشخص الأطباء حالات التوحد في ثلاث
مستويات متتالية حسب شدتها طبقاً لمقياس التوحد.
التوحد
الخيف: أقل درجات التوحد لدى الطفل. إن الأطفال في هذا المستوى لديهم القدرة
على التواصل لفظياً وتكوين بعض العلاقات الاجتماعية، لكن قد يواجهون صعوبة في
بعض المواقف الاجتماعية الذين يعايشونها.
التوحد
المتوسط: إن الشخص في هذا المستوى يعاني من مشاكل التواصل والمهارات الاجتماعية
بشكل واضح، وفي الغالب قد يحتاج إلى دعم كبير.
التوحد
الشديد: هو أشد حالات التوحد، وفيه يعاني الفرد بصورة كبيرة ويحتاج إلى
الدعم المستمر في حياته اليومية.
مقياس كارز للتوحد
- هو وسيلة تشخيصية تبين إضطراب طيف التوحد لدى الطفل من عمر سنتين وأكبر. وهو يبين شدة ودرجة التوحد لدى الطفل ومدى تأثيرها على حياته اليومية. وهو كذلك يساعد في التفريق بين الأطفال الذين يعانون التوحد والذين يعانون إصابة تتعلق بالنمو.
- يطلع هذا المقياس على 15 عنصراً أهمها، القدرة على التقليد، الإستجابة الإنفعالية، التكيف مع المتغيرات، الإستجابة البصرية والسمعية، القدرة على التواصل اللفظي، وغير اللفظي.
- إن نتائج هذا المقياس ذات أهمية بالغة، حيث يمكن أن تساعد في تحديد درجة حدة التوحد لدى الطفل.
- وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، فإن حوالي 1 من كل 54 طفلا ممن يتم تشخيص إصابتهم بالتوحد، عادة ما يكون ملحوظا في سن مبكرة. ولكن بعض الناس لا يتلقون تأكيدا عن ذلك إلا عند وصول الطفل مرحلة البلوغ.
سيعكس المستوى الذي يعينه الأخصائي مقدار المساعدة الخارجية التي من المحتمل أن يحتاجها الشخص في حياته اليومية. يمكن أن يساعد تقييم ذلك بشكل صحيح الأطباء وغيرهم من المتخصصين في العمل مع الطفل لتقديم الدعم المناسب.
وهنا دعونا نتعرف على المزيد عن التوحد وما يحتاجه الفرد
الذي يعاني منه وطلبه للدعم.
مستويات التوحد
نص
دليل DSM-5 على
أن هناك ثلاثة مستويات من التوحد:
المستوى الأول: طلب الدعم
قد
يواجه الشخص الذي يعاني التوحد من المستوى الأول تحديات اجتماعية تتطلب بعض الدعم.
ويجدون صعوبة في:
- بدء المحادثات مع الآخرين.
- الرد كما يتوقع الآخرون.
- الحفاظ على الاهتمام بالمحادثة.
- الشعور بالحاجة إلى اتباع أنماط سلوكية صارمة.
- الشعور بعدم الارتياح تجاه المواقف المتغيرة، مثل البيئة الجديدة.
- الحاجة إلى المساعدة في التنظيم والتخطيط.
ونتيجة
لذلك، قد يكون من الصعب تكوين صداقات، خاصة بدون الدعم المناسب.
كيف
تشعر أن لديك مريض بالتوحد؟..... "اقرأ عن تجربة شخص واحد".
المستوى 2: يتطلب دعما كبيرا
يحتاج
الأشخاص الذين يعانون المستوى 2 من التوحد إلى دعم أكبر من أولئك الذين
يعانون من التوحد من المستوى 1. وتشكل التحديات الاجتماعية لهم أمراً كبيراً حيث
يمكن أن تسبب إجراء محادثة ما أمرًا غاية في الصعبًوبة.
كذلك،
حتى مع الدعم، قد يجد الشخص صعوبة في التواصل بشكل متماسك، ومن المرجح أن
يستجيب بطرق يعتبرها الأشخاص الطبيعيون مفاجئة أو غير مناسبة. وأيضاً، يجدون صعوبة
في فهم أو استخدام التواصل غير اللفظي، بما في ذلك تعبيرات الوجه.
على
سبيل المثال، غالباً، يلفتون وجههم بعيدًا عن الشخص الذي يتواصلون معه.
كذلك،
قد يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في الأداء اليومي بسبب تحديات التكيف مع التغيير، وعند
مواجهتهم التغيير قد يعانون من ضائقة كبيرة.
هنا
لابد من الوالدين التدخل وتدريب الطفل على:
- التحدث بجمل قصيرة.
- مناقشة مواضيع محددة للغاية فقط.
المستوى 3: يتطلب دعمًا كبيرًا جدًا
الطفل
المصاب بالتوحد من المستوى 3 يحتاج إلى قدراً كبيراً ومستمراً من الدعم. إنه
يجد صعوبة بالغة في استخدام أو فهم التواصل اللفظي وغير اللفظي. ويجدون أيضاً، صعوبة
في المشاركة في اللعب التخيلي مع أقرانهم وصعوبة في تكوين الصداقات. ويشمل
سلوكهم:
- القيام بأفعال متكررة، مثل التأرجح من جانب إلى آخر أو قول نفس الشيء مرارًا وتكرارًا.
- إبعاد أنفسهم عن الآخرين.
- وجود اهتمام شديد بموضوع معين.
- تطوير مستوى عالٍ من المهارات في مجالات معينة، مثل الرياضيات أو الفن.
- بطئ التكيف مع التغييرات في روتينهم أو بيئتهم.
- الانشغال بأجزاء معينة من الجسم، مثل عجلات السيارة.
- أن يكونوا أكثر أو أقل حساسية للتحفيز الحسي - مثل الضوضاء العالية - مقارنة بالأشخاص الطبيعيين عصبيًا.
- وجود مشاكل في النوم.
- في بعض الحالات، قد يؤثر التوحد على توازن الشخص وتنسيقه ومهاراته الحركية.
كذلك:
- يواجهون صعوبة بالغة في تغيير أنشطتهم اليومية أو روتينهم.
- تكرار أنماط سلوكية، مثل تقليب الأشياء، إلى درجة تؤثر على قدرتها على أداء وظائفها.
- يواجهون مستوى عالٍ من الضيق إذا كان الموقف يتطلب منهم تغيير تركيزهم أو مهمتهم.
وفي
المواقف الاجتماعية يجدون صعوبة في:
- في بدء المحادثة أو الحفاظ عليها.
- الاستجابة بشكل مناسب للآخرين.
- مناقشة اهتماماتهم بالتفصيل.
- الحفاظ على اتصال العين.
- استخدام تعابير الوجه التي تتوافق مع سياق التواصل.
- فهم وجهة نظر شخص آخر.
ومن
ثم يكون للتوحد من هذا المستوى آثار اجتماعية وسلوكية على الفرد بالغة القسوة.
هنا
لابد من الوالدين التدخل وتدريب الطفل على:
- تجنب أو الحد من التفاعل مع الآخرين.
- إظهار اهتمام محدود بالأصدقاء.
- يعد التشخيص المبكر ضروريًا لتقديم الدعم للأشخاص المصابين بالتوحد ومنحهم نوعية حياة عالية الجودة.
- عادة ما يتم اكتشاف العلامات الأكثر وضوحًا للتوحد عند الأطفال بعمر عامين، على الرغم من أنها يمكن أن تظهر في أي عمر.
تشخيص التوحد
في
الغالب، يتم تشخيص الطفل المصاب بالتوحد على مرحلتين:
1. فحوصات
النمو: يجب أن يتلقى جميع الأطفال فحصًا تنمويًا روتينيًا مستمراً مع تقدمهم
في العمر. يقوم طبيب الأطفال عادة بتقييم الطفل بحثًا عن علامات التوحد عند عمر 18
و 24 شهرًا تقريبًا. وبعد ذلك، يناقش سلوك الطفل ونموه والتاريخ الطبي للعائلة مع
أحد الوالدين أو مقدم الرعاية له.
2. تقييم
إضافي: إذا اعتقد الطبيب أن الطفل قد يكون مصابًا بالتوحد، فلابد من القيام بترتيب
فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية لإجراء المزيد من التقييمات. لابد أن يقوم
الأطباء النفسيون للأطفال وأخصائيو أمراض النطق واللغة بتقييم المهارات المعرفية
واللغوية للطفل.
قد
تكون هناك حاجة أيضًا إلى مزيد من الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى. في الأطفال
الأكبر سنًا، من الممكن أن يلاحظ المعلمون أو مقدمو الرعاية أو أولياء الأمور أو
غيرهم ممن يتفاعلون مع الطفل علامات التوحد. ومن ثم يمكن للطبيب بعد ذلك إجراء
التقييم.
تشخيص التوحد عند البالغين
قد
يكون من الصعب التعرف على مرض التوحد لدى البالغين، حيث يمكن أن تتداخل
السمات مع أعراض اضطراب الوسواس القهري وغيره من مشكلات الصحة العقلية مما يقلل فرص التشخيص.
التوحد عند البالغين وطلب المساعدة
سيعاني الشخص المصاب بالتوحد دائمًا من مرض التوحد، لكن الدعم والعلاج يمكن أن يساعدوه في التعامل مع التحديات التي يفرضها هذا المرض. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد الدعم في تقليل:
- التهيج ، تغيرات في المزاج.
- العدوان، والاندفاع..
- السلوك الوسواسي، ومشاكل القلق.
- .فرط النشاط، نقص الانتباه.
التوحد والعلاج المحتمل
- لا توجد أدوية متاحة لمرض التوحد، ولكن العلاجات التعليمية والسلوكية يمكن أن تساعد، وخاصة مع الأطفال الأصغر سنا. يمكن أن تركز هذه التدخلات على المجالات المحددة التي يجد الطفل صعوبة فيها.
- على سبيل المثال، قد يساعد المعالج المتخصص الطفل المصاب بالتوحد على تعلم مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى الاستراتيجيات التي ستساعده في الحفاظ على المحادثات مع الآخرين وتطوير المهارات التي يحتاجها للعيش بشكل مستقل.
- تشمل بعض أشكال العلاج أفراد الأسرة أو غيرهم ممن لديهم اتصال منتظم مع الطفل. يمكن أن تساعد المشاركة في العلاج أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية على فهم الحالة وتعلم طرق بناءة لتقديم الدعم.
- يمكن أن يكون التعايش مع مرض التوحد أمرًا صعبًا بالنسبة لأي شخص، ولكن التقييم المبكر يمكن أن يساعد الفرد في الحصول على الدعم الذي يحتاجه لتحسين جودة حياته.
يمكن
للتدريب طبقاً للمستويات التالية أن يساعد المعلمين ومتخصصي الرعاية الصحية على
توفير مستوى مناسب من الدعم للفرد:
- المستوى 1: قد يكون الشخص قادرًا على أن يعيش حياة مستقلة نسبيًا مع الحد الأدنى من الدعم.
- المستوى 2: الدعم الكبير ضروري لمساعدة الشخص على التواصل والتعامل مع التغيير.
- المستوى 3: قد يحتاج الفرد إلى الاعتماد على الآخرين لمساعدته على التعامل مع الحياة اليومية، ولكن يمكن للأدوية والعلاج أن يساعد في إدارة بعض التحديات.
الخاتمة
يمكن
أن يساعد التقييم المبكر والنهج الفردي الطفل أو البالغ المصاب بالتوحد على تطوير
المهارات التي تسمح له بالعيش بشكل مستقل قدر الإمكان.
المصادر
الإنترنت.