مدونة جسور المعارف للعلوم والثقافة

مدينة درنة اللبية

تعتبر مدينة درنة الليبية من المدن الساحلية الموجودة في شرق ليبيا، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 150 ألف تقريبًا، وتتمتع المدينة ببيئة فريدة من نوعها وجبال خضراء وصحراء وغيرها من المظاهر الطبيعية الأخرى.

إعصار مدينة درنه الليبية.

الموقع الجغرافي - درنة

مدينة ساحلية ضمن مدن وادي درنة تقع على خط عرض 22.4 وخط طول 32.45 تطل شرقاً على مدينة طبرق وغرباً على مدينة البيضا الساحلية. شمالها البحر الأبيض المتوسط، وجنوبها يوجد مجموعة سلاسل الجبل الأخضر وصحراء أجدابيا. يشطر المدينة نهر وادي درنة الذي ينبع من سلاسل الجبال الجنوبية ويصب في البحر الأبيض المتوسط.

يغذي نهر وادي درنة نبعين من المياه العذبة هما نبع عين البلاد والأخر نبع بو منصور. هذان النبعان جعل من المدينة بستان ملئ بأشجار الفاكهة والنخل الباسق والأزهار الشاذية ينعم أهلها به ومقصداً سياحياً على مدار العام. كذلك تعتبر من مناطق الغابات النادرة في الأرض الليبية.

فيضانات مدينة درنه الليبية.

المناخ

مناخ جاف قاحل طول العام حار صيفاً حيث يكون معدل درجة الحرارة غالباً فوق 30 درجة مئوية، وفي الشتاء يكون المناخ بارد قليل المطر ودرجة الحرارة تتراوح بيم 9 – 20 درجة مئوية.

اعصار دنيال ومدينة درنة الليبية

شاهد العالم هذا الأسبوع تحديداً يوم العاشر من سبتمبر 2023 م فاجعة مدينة درنة الليبية، حيث عاشت المدينة ساعات يضربها اعصار دانيال الرهيب. حدث غير مألوف على سواحل البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر بحيرة بين قارتي أوروبا شمالاً وإفريقيا جنوباً.

ضرب الإعصار المدمر المدينة الهادئة، وأشاع فيها الكارثة وتسبب في مصرع وفقدان ألاف من أهل درنة لم يعد أحد قادر على حصرهم. وانتشرت الجثث في الشوارع وجرف السيل الكثير منهم إلى البحر وسوى معظم المدينة تحت الطين.

وأظهرت صور التقطت من الفضاء بإزالة أحياء كاملة من فوق الأرض، وأصبحت المدينة بلا ماء ولا كهرباء، بل بلا معالم على الإطلاق، خراب في كل مكان لا يستطيع أحد وصفه.

ومع استمرار جهود الإنقاذ في المدينة، قال الصحفي الليبي جوهر علي، الذي تحدث من الناجين في المدينة، لبي بي سي: يسمع الناس صرخات الأطفال تحت الأرض، ولا يعرفون كيف يصلون إليهم. و شوهد الناس يستخدمون المجارف لإخراج الجثث من تحت الأرض، ويقولون إنه مثل يوم القيامة.

الصحافة العالمية و اعصار درنة الليبية

ذكرت شبكة بي بي سي نيوز في 13 سبتمبر 2023 أن :

قد يصل عدد قتلى إعصار درنة إلى 20 ألفا وفقا لرئيس بلدية المدينة.
اختفت أحياء بأكملها في البحر حيث اجتاح سيل ضخم من المياه يشبه تسونامي درنة الساحلية.
وصف الناجون الوضع بأنه "يتجاوز الكارثة".

مدينة درنة والكارثة

تبعاً للتحليلات التي قامت بها شبكة بي بي سي نيوز أن الأسباب التي جعلت الفيضانات تسبب هذه الأضرار الكارثية في درنة هي:

هطول أمطار قياسية بفعل عاصفة الإعصار دانيال التي ضرب شرق ليبيا يوم الأحد 10 سبتمبر .

لقد جلبت العاصفة، وهي ظاهرة تشبه أعاصيرالبحر الأبيض المتوسط تعرف باسم ميديكان، تحمل أكثر من 400 ملم من الأمطار إلى أجزاء الساحل الشمالي خلال أقل من 24 ساعة.

يعتبر هذا طوفان غير عادي من المياه لم يسجل سابقاً على المنطقة، حيث عادة تشهد أمطار لا تتجاوز 1.5 ملم في مثل هذا الشهر بأكمله.

ذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا إنه رقم قياسي جديد لهطول الأمطار.

وأظهرت بيانات الأقمار الصناعية مدى هطول الأمطار في جميع أنحاء المنطقة - على الرغم من أن الكمية المسجلة على الأرض كانت أعلى في العديد من الأماكن.

نذكر أنه من السابق لأوانه أن نعزو على وجه اليقين شدة هذه العاصفة إلى ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري وتغير المناخ الذي يشهدها كوكب الأرض خلال الأعوام الحالية. ومع ذلك ، يعتقد الكثير أن تغير المناخ هذا يزيد من عواقب تلك الظواهر الكارثية.

وتقول ليز ستيفنز، الخبيرة في مخاطر المناخ والمرونة في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، إن العلماء واثقون من أن تغير المناخ يزيد من هطول الأمطار المرتبط بمثل هذه العواصف.

سدود وادي درنة

ينبع نهر وادي درنة من سلاسل جبال درنة الجنوبية، عبر مدينة درنة ويصب في البحر الأبيض المتوسط. وعادة الجو جافا معظم أيام السنة ، قليل المطر. يوجد سدين متتابعين يتحكمان في مياه نهر درنة طوال العام، السد العلوي وسعته 1.5 مليون متر مكعب ، والسفلي وهو الكبير وسعته 22.5 متر مكعب .

لكن شكلت الأمطار الغزيرة بشكل غير عادي المصاحبة للإعصار ضغطاً كبيراً على جسم السدين أدى إلى تدمريهم، وزادات قوة المياه المتدفقة من تدمير العديد من الجسور. وأفاد سكان المدينة، الذين أمرتهم السلطات المحلية بالبقاء في منازلهم، أنهم سمعوا دوي انفجار قوي قبل أن تغرق المياه المدينة.

وقال شهود عيان إن المياه ارتفعت في بعض الأماكن نحو ثلاثة أمتار. ويقول البروفيسور ستيفنزمن فريق الصحافة أن الحطام العالق مع مياه الفيضانات يزيد من القوة المدمرة للسيل.

إن من المعلوم أن يزن المتر المكعب من الماء حوالي طن واحد (1000 كجم)، لذا فإن 1.5 مليون متر مكعب من الماء تزن 1.5 مليون طن. هذه قوة مدمرة هائلة. وتشير المعلومات أن 6 بوصات (20 سم) من مياه الفيضانات المتحركة تكفي لإسقاط شخص ما ، و 2 قدم (60 سم) كافية لتعويم سيارة. لذلك ليس من المستغرب أن يتم إكتساح مبان بأكملها بسبب الفيضان.

أسباب انهيار سدود وادي درنة

يقول الخبراء إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هطول الأمطار الغزيرة أكثر من اللازم أدى إلى انهيار السدين أم أن هياكلهم لعبت دورا أيضا. وبناء على ملاحظات فريق الدراسة، من المحتمل أن تكون السدود مصنوعة من تربة أو صخور ملقاة ومضغوطة ، وليست خرسانة إنشائية.

من الملاحظ طبقاً للتقارير وشهود العيان أن السد العلوي فشل أولا ، وفقا للمهندس الإنشائي أندرو بار. ويقول إن المياه ربما تدفقت بعد ذلك عبر وادي النهر الصخري باتجاه السد السفلي بقوة كبيرة أدى إلى فيضان مفاجئ وكارثي للمدينة مع انهيار السد السفلي.

وقال التقرير، الذي أعده خبير الهندسة المدنية عبد الونيس العشور من جامعة عمر المختار الليبية، إن الوضع الحالي في حوض وادي درنة يتطلب من المسؤولين اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة.

الخاتمة

تأتي الطبيعة لنا كل حين بجديد، نفرح أحياناً، وكثيراً تكون أقوى من أن توصف.

المصادر

الانترنت